السبت، 16 أغسطس 2008

محمد رفعت .. بين المرح والثورة


وقفنا على آخر نقطة نستطيع أن نصل إليها أنا وأسامة الرشيدى نودع أحمد شلبى قبل أن ينطلق إلى الأراضى الحجازية ، نودعه فى غبطة على شهر رمضان الذى سيقضيه بحال أفضل من حالنا عشرات المرات ، ولا نعرف هل أيضا الذى سيستعد لرمضان وهو داخل زنزانته سيكون حاله أفضل منا ، وسنغبطه يوما من الأيام على هذا أم لا .

بدأت الشمس فى الغروب عندما أخذنا نشق طريق العودة نتجاذب أطراف الحديث فى حافلة تقلنا إلى التحرير .

- وانت أصلك منين بأه .. أنا شرقاوى .

- وأنا اسكندرانى .

- ياه اسكندرية ، وهل أهلك سكنون هناك الآن ؟

- لا ، فوالدى يعمل فى الإمارات .

- إذن وتحرمنا من ضيافتنا ليومين أو ثلاثة على البحر .

- كنا على وشك أن نفعل هذا ، لولا موضوع رفعت ، لكن أنا مازلت عند وعدى ، عندما يخرج قريبا سنذهب جميعا ليومين .. مصيف


مصيف


مع بداية أول أجازة صيفية بعد دخولنا الجامعة لم نأخذ الكثير من الوقت فى التفكير بمصيف لعدة أيام يعيد لن ما فقدناه من فرقة الكليات بيننا ، أنا دار علوم ، ورفعت هندسة ، وسمير طب ، وكل من كانوا على صعيد واحد فى معسكر العريش ( طلبة فى ثانوى ) ، أصبح كل واحد منهم فى واد ، ولا نلتقى إلا قليلا .

الساحل الشمالى كان وجهتنا ، بالنسبة لى البحر هو متعتى ، وبمجرد النظر لا أكثر ، أما المرح فالبطبع محمد رفعت هو مرحنا ، وبمجرد أن يبدأ فى طور التهييس ، الاسكتشات التقليدية التى من الممكن أن تكون قد رأيتها قبل ذلك لها مع رفعت طابع خاص ، حتى ولم تكن من تأليفه ، وياويل من يمثل تحت رحمة محمد رفعت ، لأنه لن يسلم قفاه من " الطرقعة " ، مثلا اسكتش يكون فيه إبليس واثنين من الشايطين يوزون أخ يصلى ليخرجونه من الصلاة ، ويبدأ إبليس فى توجيههم " الوسواس على أصوله " ، لكن عندما يكون رفعت هو إبليس فإن الشياطين لا تهرب من ذكر الله أكثر مما تهرب منه ، خوفا على قفاها .

وكما أن رفعت كان له لحظات يقف فيها مع نفسه فى " الاعتكاف " فإنه أيضا لا يعدم أن يجد أخرى فى عز التصييف كى يقف أمام البحر ، ويسرح بخياله ، وتلمع عيناه وهو يردد أذكار المساء .


مظاهرة

لا تظهر مواهب رفعت فى المرح فقط ، بل يضا فى أعز أوقات الثورة ، وبحكم أننى انفصلت عن رفعت سنتين كنت فيها فى دار علوم القاهرة وهو فى هندسة عين شمس ، فلم أشهد مع رفعت معظم المظاهرات الجامعية ، ولكن بما أننى ضيف دائم على مظاهرات الجامع الأزهر فقد رأيته فى إحدى المرات ، يصيح بالهتاف كعادته ، كانت مظاهرة من أجل غزة ، ولكن جديد رفعت لم يكن الهتاف ولا الشعارات بل كان قمة فى العمل " التهييسى " ، المرح مع رجال الشرطة .

لقد كانت مظارهة ضخمة ، وكان عدد رجال الأمن والمخبرين المتخفيت فى زى مدنى كبير جدا حتى يستطيعوا السيطرة على المتظاهرين داخل المسجد ، بدون إحداث قلاقل ، وعندما انفضت الحشود ، وفجئنا بأعدادهم الكبيرة تستقل سيارات الأمن المركزى ، رفعت ترك الرصيف وسحبنى من يدى ، وأخذ يهرول كما يهرولون داخل صفوفهم متوجها إلى سايارات الأمن المركزى ، وتصور نفسك وأنت تسير برجلييك وحولك عشرات من جنود الأمن المركزى والمخابرات ، والأدهى من ذلك أنه لم يكتف بهذا ، بل حاول فعلا ركوب السيارة ( سيارة الأمن المركزى ) ومع دخوله على الباب سأله الضابط : انت يا بنى رايح فين ؟

- أصل حضرتك احنا كنا فى مظاهرة مع بعض والناس بتركب ، وأنا عايز أروح .

- الضابط مبهوتا يحاول أن يفهم ما الذى يقوله رفعت وهل هو عبيط أو بيستعبط : آه بس احنا مش فى سكتك .

- لا يا باشا ما تقلقش أنا سألت السواق قالى إنه رايح عند السابع كده ، رفعت بصوت مرتفع : مش كده يا رجاله البتاع ده بيعدى على السابع ؟

تنفجر العربة كلها بالضحك من العساكر الغلابة ، والنظرات الحادة من المخبرين والضباط ، قبل أن ينفد صبر الضابط صائحا :

- يا بنى روح اركب أتوبيس ، صحيح دول حضروا معاك المظاهرة بس انت مش معانا .

- آه فهمت .. يمشى خطوتين .

- بس حضرتك ديه مكتوب عليها حكومة ، والأتوبس برضه مكتوب عليه حكومة ، ولا يعنى فيه حكومتين فى البلد .

وقبل أن ينطق الضابط بكلمة ، أو يحاول خلع حذائه وركله فى وجهنا ، كان صبرى قد نفذ قبله من تهييس رفعت الذى فاق كل الحدود ، ولكن الله قد كتبها له بعد ذلك ، ولم يحرم من توصيلة " عربية الترحيلات " .
فى الحلقات القادمة
بإذن الله
جامعة - برنامج - حب - اعتقال - براءة

هناك 3 تعليقات:

سمـــر مــاهر يقول...

:D
فعلا على رأيك
لم يحرم من ركوب العربه

وسبحان الله لوحده كمان فى العربيه

:D
متابعه

AbdElRaHmaN Ayyash يقول...

هههههههههههههههههههههههههههه
الجدع ده معدي
:D
بجد

غير معرف يقول...

بجد ربنا يهديه .. D: D: D: